قديما قال شاعر :
وإني في هوى النوم متيم / ومالي سوى النوم عشيق
وددت لو أني فى يوم أعانقه/ وأخبره أني فى هواه غريق
ورغم ذلك .. فالنوم ليس معشوقا أو سلطانا.. على الأقل عند المشاهير!
ليوناردو دا فنشي لم يكن ينام لمدة متواصلة ؛ بل كان ينام نصف ساعة فقط كل أربع ساعات. ومايكل أنجلو استغرق إكمال أعماله عدة سنوات؛ وحيدا فوق سقالة دون مساعدين، وكان ينسى النوم . ومثله كانت: مارجريت ثاتشر وترامب وتشرشل وهتلر وبيل جيتس الذى أيقن فائدة النوم لمدة 8 ساعات يوميا.. عند بلوغه الـ64 ! ومعهم : إيلون ماسك أغنى أغنياء العالم وتشارلي شابلن، والمخترع الأمريكي الأشهر أديسون صاحب المصباح الكهربائى؛ كان لا ينام أكثر من 4 ساعات فى الليلة، لأنه مضيعة للوقت! وكان يغفو ممسكا كرة فى كل يد، معتقدا أنه عندما يغط فى النوم؛ ستسقط الكرتان أو إحداهما .. فيستيقط هو من نومه المتقطع.
وكان نيوتن صاحب قانون الجاذبية نائما تحت شجرة ؛ عندما سقطت عليه تفاحة فصاح: وجدتها ! ورغم أن البعض يقول : إن الكتابة بذهن مشتت ؛ تشبه النوم أثناء السباحة؛ كلاهما يؤدى إلى الغرق، فقد أنتج الكاتب التشيكي كافكا معظم إبداعاته ليلا ، وكان يقول : يخفى أرقى خوفى من الموت. وربما كنت أخشى أن لا تتمكن روحى، التى تفارقنى خلال النوم .. من العودة ثانية. ووصف الليل بأنه عدوه القديم ، وبأنه أكثر المخلوقات براءة.
والنسيان .. يٱتيك من قلة النوم.
ومرة كتب الشاعر الراحل نزار قبانى هل لاحظــتم أن الجــراح وحـــدها ، هــى التى تملك ذاكـــرة قــوية ، وأن الفرح لا ذاكـــرة لـــه ، الفـــرح عـصـفـور من زجاج، يرتفع عن الأرض عشرة أمتار، ثم يقع على الأرض ويتهشــم.
أمـــا الحـــزن فهو هذه الســنونوة الســـوداء، التى تحمـــل أولادها ، وتعشش على شواطئ العين ومدخل القلب ، وترفض أن ترحل.
وعالم النفس الأشهـر فرويد قال مرة : نحن ننسى. . بعـــــد 5 دقــــائق مـــن صحيانك ، تنسى نصف الحلم، وبعد 10 دقائق ، تنسى 90 بالمائة منه.
وهناك الكثير من الأدباء والشعراء، الذين استلهموا كتاباتهم من أحلامهم، مثل الشاعر الإنجليزى صامويل تايلور، الذى استلهم أفضل قصائده قوبلاى خان وهو نائم ، وبعد أن صحى، بدأ فورا فى كتابة ما رآه فى حلمه . ولكن قاطعه أحد زواره ، وحين عاد للكتابة ، نسى باقى الحلم ، ولم تكتمل قصيدته أبدا.
وروى الفيلسوف سقراط عن صديق له: زوجتى كل يوم صباحا، عندما أكون ذاهبا إلى العمل ، تذكرنى بشىء نسيته ، أحياناً مفاتيح المنزل ، أو أوراقى، وتقول لى بأننى كبرت فى السن، وأعانى من فقدان الذّاكرة. قررت أن أضع حدا لهذه السخرية ، فقمـــت بتـدويـن كل الأشياء التى أنساها، وعندما استيقظت فى الصباح ، وقبل خروجى من المنزل، أخذت الورقة وبدأت التحقق من كل شىء، وابتسمت وغادرت المنزل، شعرت حينها بالانتصار، وما هى إلا لحظات، حتى لحقت بى زوجتى، قلت لها :لا تعطلينى عن الذهاب، فلم أنس اليوم شيئا، ردت: عد إلى المنزل.. فاليوم عطلة!
----------------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]
